الخميس، 17 مارس 2011

قصة جميلة جدا للشرفاء فقط

التصنيفات
top

  

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وكان في

المجلس وهما يقودان رجلاً من

البادية فأوقفوه أمامه

 ‏قال عمر: ما هذا

 ‏قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا

 

‏قال: أقتلت أباهم؟

 ‏قال: نعم قتلته!

‏قال: كيف قتلتَه؟

‏قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات... ‏قال عمر: القصاص...الإعدام...قرار لم يكتب...وحكم سديد لا

يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن

أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة

شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟

‏ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا

يهم عمر- رضي الله عنه - لأنه لا

‏يحابي ‏أحداً في دين الله، ولا

يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله،

ولو كان ‏ابنه ‏القاتل، لاقتص منه...

 

‏قال الرجل: يا أمير

المؤمنين: أسألك بالذي قامت به

السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في

البادية، فأُخبِرُهم  ‏بأنك

‏سوف تقتلني، ثم أعود إليك،

والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

 

 

قال عمر: من يكفلك

أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟

 

 

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا

يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا

داره ‏ولا قبيلته ولا منزله،

فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست

على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض،

ولا على ناقة، إنها كفالة على

الرقبة أن تُقطع بالسيف...

  ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع

الله ؟ ومن يشفع عنده؟ ومن ‏يمكن

أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت

الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه

‏وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل

هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً

هناك  أو يتركه فيذهب بلا كفالة،

فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين: أتعفوان عنه؟

 

‏قالا: لا، من قتل أبانا لا بد

أن يُقتل يا أمير المؤمنين...

 ‏قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس؟!!

 

 ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

وزهده، وصدقه، وقال:

‏يا أمير المؤمنين، أنا أكفله

 ‏قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قاتلا!

 

 

‏قال: أتعرفه؟

 

‏قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟

 

 

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين،

فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله

 

 

‏قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه

لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

 

‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين...

 

 ‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث

ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع

‏أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم

بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل...

 

 

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر

الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً،

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة:

الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ‏ذر

‏وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل؟

قال: ما أدري يا أمير المؤمنين!

 

 ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،

وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت‏الصحابة واجمين،

عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

 

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج،

لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب

بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في

الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا

تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس

دون أناس، وفي مكان دون مكان... ‏وقبل الغروب بلحظات، وإذا

بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون‏معه

 

 

‏فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو

بقيت في باديتك، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك!!

 

 

‏قال: يا أمير المؤمنين، والله

ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

الذي يعلم السرَّ وأخفى!! ها أنا

يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي

كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في

البادية، وجئتُ لأُقتل...

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء

بالعهد من الناس

 فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

 

فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

 

 

‏فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟

 

‏قالا وهما يبكيان: عفونا عنه

يا أمير المؤمنين لصدقه...

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب

العفو من الناس!

‏قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته...

 

 

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان

على عفوكما،

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل

‏لصدقك ووفائك...

‏وجزاك الله خيراً يا أمير

المؤمنين لعدلك و رحمتك...

‏قال أحد المحدثين:

والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت

سعادة الإيمان ‏والإسلام

في أكفان عمر!!.

‏وجزى الله خيرا  للذين نقلوا

لنا هذا البريد,


فانشروه...


خشية أن يقال ذهبت محبة نشر الخير من الناس...!!