بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
سئل شيخنا الإمام العلامة الألباني رحمه الله عن قول الشاعر أبي القاسم الشابي:
إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر
فأجاب –رحمه الله - هذا الكفر بعينه ، هذا يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، ولم يعدوا يعرفوا ما يجوز ومالا يجوز، ما يجوز لله وحده ، وما لا يجوز لغيره ،وهذا من الغفلة وهي من الأسباب التي أوحت لبعض الشعراء المعاصرين أن يقول ذلك وأن تتبنى ذلك الإذاعات العربية كنشيد قومي عربي فتقول : وإذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ، يعني القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قوله تعالى : {{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله }} .
ومن العجيب أن يردد هذا الشعر رجل في البعثة الجزائرية للحج ، فبدأ يتكلم في مجلس كبار رجال الدعوة الإسلامية وأمام أبصارهم وأمام المشايخ فينشد هذا البيت فيقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة ...
بعض المشايخ تكلم وقال : إيش هذا ؟ هذا أكبر غفلة عن الإيمان بالقضاء والقدر ..
قلت: هكذا يوم يجهل المرء دينه ، ويتكلم بغير علم فيتجاوز حدوده ، ويتكلم في غير فنه فيأتي بالعجائب والغرائب من الطوام التي إذا لم يستنكرها أهل العلم أصبحت من الثوابت والسنن التي تقوم عليها الدول ، ويا ويل من استنكرها بعد ذلك.
الحاوي من فتاوى الشيخ الألباني ج 1/ ص64